رسالة جلالة الملك المعظم إلى عطوفة مدير المخابرات والرد عليها


عطوفة الأخ اللواء أحمد حسني, حفظه الله,

مدير المخابرات العامة,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد,

لقد وقع اختيارنا عليك لتتولى إدارة دائرة المخابرات العامة, في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها منطقتنا بأسرها تحديات جمة وغير مسبوقة, ويواجه فيها بلدنا الحبيب تحديات فرضتها عليه المتغيرات الإقليمية والمناخ العالمي العام الفريد والمتوتر, بيد ان الأردن, وكدابه دوما, وبهمة شعبنا الأبي وإحساسه العالي بالمسؤولية الوطنية الحقة, وبكفاءة وقدرة مؤسساتنا, وفي المقدمة منها قواتنا المسلحة الباسلة – الجيش العربي, ودائرة المخابرات العامة, والأجهزة الأمنية الأخرى, تمكن من تجاوز الكثير من العقبات والصعاب, وسنتجاوز بإذن الله, بتماسكنا وتكاتفنا وتعاضدنا جميعا, ووعي شعبنا كل التحديات والمصاعب.

انني على ثقة باننا سائرون نحو مستقبل أفضل, لما المسه واعرفه واراه من عزيمة لا تلين لدى الأردنيين, وأحيي كل أردني وأردنية ممن يعملون جاهدين, وبتفان في مؤسساتنا الوطنية كافة, واضعين نصب أعينهم تحقيق ما فيه صالح وطننا الغالي ومواطنينا الأعزاء.

لقد أنجزت دائرة المخابرات العامة, التي نعتز بها ونفخر, في الفترة الماضية عملية تطوير مؤسسي جادة لتستمر في أداء دورها الوطني المحوري والتاريخي الذي يشاطرني كل أردني في تثمينه والاشادة به في حماية الأمن الوطني للأردن بكفاءة وحيدة واحترافية عالية هي مصدر فخر لنا, وارتكزت هذه العملية التطويرية المستمرة على كوادر دائرة المخابرات العامة المميزة, وعلى كفاءة ومهنية منتسبيها الذين اغتنم هذه المناسبة لأحييهم وأشكرهم على عملهم الدؤوب والمخلص وتفانيهم اللامتناهي في خدمة الوطن والذود عنه, أسوة برفاقهم في القوات المسلحة الباسلة وسائر الأجهزة الأمنية في الأردن, ولأجدد التعبير عن ثقتي الكبيرة بهم جميعاً واعتزازي الصادق بهم, وايماني بأنهم سيمضون بثبات وعزم وثقة على درب خدمة بلدنا وحماية أمنه وأمان مواطنيه, وفي رصد كل المحاولات اليائسة التي نلمسها – خصوصاً في الآونة الأخيرة – والهادفة للمساس بالثوابت الوطنية الأردنية, والتعامل معها بفاعلية, وفي التصدي لكل من تسول له نفسه محاولة العبث بالمرتكزات التي ينص عليها الدستور الأردني, وفي مواجهة البعض ممن يستغلون الظروف الصعبة والدقيقة التي نمر بها, والهموم المشروعة, التي نعمل على تجاوزها, لدى بعض الفئات في مجتمعنا, طلباً لشعبية زائلة, تاركين بذلك أنفسهم, سواءً عن علم أو جهل, عرضة للاستغلال من جهات عديدة لا تريد لنا الخير وتعمل على العبث بأمن الأردن واستقراره.

ورغم أن مسيرة دائرة المخابرات العامة- فرسان الحق, كانت دوما مسيرة مشرقة ومشرفة, إلا أنها لم تخلو- شأنها في ذلك شأن أي مؤسسة أو إدارة حكومية أخرى- من بعض التجاوزات لدى قلة قليلة, حادت عن طريق الخدمة المخلصة للوطن وقدمت المصالح الخاصة على الصالح العام, الأمر الذي تطلب حينها التعامل الفوري معه وتصويبه.

ويتعين علي هنا ان أعيد التأكيد والتشديد على أن مثل هذه التصرفات الفردية والسلوك المستغل لهذه القلة القليلة, التي تناست ونسيت أن السلطة والمناصب, وعلى كل المستويات, تصاحبها وتتلازم معها بالضرورة المسؤولية والمسائلة, ولم تتعامل مع السلطة والمنصب على أنهما تكليف وواجب خدمه وطني ينبغي ان لا يحيد قيد انملة عن اعتبارات تحقيق مصلحة الوطن والمواطن, يجب ان لا تودي بنا الى الوقوع في شرك اصدار أحكام عامة مغلوطة وظالمة وسوداوية حول مؤسساتنا واجهزتنا أو التشكيك في مصداقيتها أو نزاهتها أو تفاني ونزاهة السواد الأعظم من العاملين فيها واخلاصهم.

ولقد وقع اختياري عليك في هذه المرحلة, لما عرفته عنك من مقدرة وكفاءة في المواقع التي توليت في دائرة المخابرات العامة على امتداد مسيرة خدمتك الطويلة فيها, لإدارة وقيادة هذا الجهاز العزيز والعريق, وللاستمرار, بتركيز وبوتيرة أسرع, في عملية التجديد والتحديث والتطوير الجارية فيه بهدف الوصول الى ضمان اعلى درجات المهنية والحرفية للمخابرات العامة لتظل في طليعة الأجهزة التي يشار اليها بالاعجاب والتقدير في الأردن وعلى المستوى الدولي, وللعمل على تعزيز قيم النزاهة والعدل, وتحديث الدائرة- في اطار ما هو منوط بها من مسؤوليات كبيرة في قانونها- والعمل على ضمان صون حقوق وكرامة المواطن وحمايتها لأننا نفخر في الأردن دوما, بأننا دولة مؤسسات ودولة قانون, كان وسيبقى الاستمساك فيها بالدستور والقانون, واحترامهما مصدرا أساسيا لاستقرار بلدنا ومنعته, مثلما ستسهم هذه المنهجية وهذا التطوير, بلا شك, في إرساء بيئة محفزة وممكنة تقودنا الى تعزيز وتدعيم مرتكزات الدولة الحديثة الأمر الذي من شأنه بالنتيجة أن يدعم الاقتصاد الوطني ويوجد حلولاً لمعالجة البطالة وتوفير متطلبات العيش الكريم لشبابنا الغالي.

متمنياً لك التوفيق والسداد في مهمتك, ومعبراً عن دعمي المطلق لدائرة المخابرات العامة الأبية واعتزازي وثقتي الكبيرين بها وبمنسوبيها, ومعبراً أيضاً عن شكري وتقديري لسلفك عطوفة الأخ الفريق عدنان الجندي على جهوده المخلصة وعمله الدؤوب خلال توليه لمنصبه.

والله يحفظك ويرعاك ويعينك على حمل أمانة المسؤولية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالله الثاني ابن الحسين


عمان في 25 شعبان 1440 هجرية الموافق 1 أيار 2019 ميلادية





رد عطوفة مدير المخابرات العامة

مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية

الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم / حفظه الله ورعاه

مولاي المعظم ،،،

يشرّفني يا مولاي، وقد طوقتم عنقي بثقتكم الملكية السامية بتعييني مديراً لدائرة المخابرات العامة، أن أرفع إلى مقامكم السامي، أصدق معاني الشكر والعرفان والامتنان، على ثقتكم السامية، مقرونة بمطلق الولاء والإنتماء والإخلاص لعرشكم المفدى ورايتكم الهاشمية المظفرة .

مولاي المعظم،،،

إن ثقتكم الغالية والعزيزة، يا مولاي، ستبقى دينا في عنقي، وحافزاً لي ولكافة زملائي من مرتبات المخابرات العامة، لأن نكون عند مستوى ثقتكم وتطلعاتكم، معاهدين جلالتكم بأن تبقى المخابرات العامة، كما عهدتموها وأردتموها دوماً، مؤسسة وطنية حضارية، تنهل من مدرستكم الهاشمية الملهمة كل قيم العطاء والانجاز والالتزام الوطني، وتسير وفق توجيهاتكم السديدة وفكركم المستنير، مستمدين من  جلالتكم روح المسؤولية والعزيمة والثبات في القيام بواجبنا الوطني، متطلعين دوماً لان نكون عند حسن ظنكم، الأمناء الأوفياء، لقيادتكم الحكيمة وعرشكم المفدى، وان نبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على منجزات الوطن التي تحققت في عهدكم الزاهر الميمون، والتصدي لكافة التحديات ومصادر التهديد التي تستهدف وطننا الغالي، ليبقى عزيزاً وشامخاً .   

مولاي المعظم ،،،

أن رسالتكم السامية، يا مولاي، وبكل ما حملته من رؤى وتوجيهات ، ستمثل لنا برنامج عمل وخارطة طريق ، سنعكف فوراً على البدء بتنفيذها والالتزام بها كنهج ثابت لعمل المخابرات العامة، وسنولي البعد المهني الاحترافي الأولوية القصوى في عملنا لنتجاوز كل التحديات والمصاعب ، وسنمضي كما أمرتم جلالتكم بثبات وعزم وثقة على طريق خدمة بلدنا وحماية أمنه ومواطنيه ، والحرص على ضمان حقوق وكرامة المواطنين وحمايتهـــــا ،

وسنتعامل بحزم مع كل محاولات المساس بالثوابت الوطنية الأردنية، والتصدي بعزم وقوة لكل من تسول له نفسه العبث بالمرتكزات الدستورية.

أن ثقتكم الغالية ، يا مولاي ، ستشكل على الدوام مصدر الهام لنا للعمل بإخلاص ومسؤولية على تحقيق الأهداف والغايات النبيلة المناطة بالمخابرات العامة في حماية أمن الوطن والحفاظ على استقراره وصيانة منجزاته ومكتسباته ، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات ، جنباً إلى جنب مع الأخوة رفاق السلاح في القوات المسلحة الأردنية الباسلة والأجهزة الأمنية الساهرة، وسنتعامل مع مختلف التحديات بما يحفظ المصالح الوطنية العليا، بكل شفافية وإنفتاح على الجميع، وسنمضي في مواكبة رؤاكم وتوجيهاتكم السامية للإرتقاء بالعمل إلى مستوى عالٍ من المهنية والإحترافية ورفع وتيرة مسيرة التحديث والتجديد والتطوير على كافة المستويات ، مؤكدين على التزامنا التام بتلازم المسؤولية والمساءلة لكافة المرتبات ، وان يكون همنا تحقيق مصلحة الوطن والمواطن ، وإرساء بيئة محفزة تعزز وتدعم مرتكزات الدولة الحديثة.

مولاي المعظم ،،،

إنني، وإذ أجدد عرفاني وإمتناني على ما أسبغتموه جلالتكم عليّ من فضلٍ وتكريمٍ، لأدعو المولى عز وجل أن يحفظكم قائداً للوطن ورمزاً شامخاً لعزته وكبريائه، وراعياً لمسيرتنا المباركة، وأن يمتعكم بموفور الصحة والعافية، ويسدد على طريق الخير والفلاح خطاكم، إنه نعم المولى ونعم المجيب .  

مولاي المعظم،،،

خادمكم الأمين
اللـــواء
مدير المخابرات العامة
احمد حسني

عمـــــان: 25/ شعبان/ 1440
الموافـق: 1/ أيار / 2019